أخبار وطنية هل تحوّلت مناقشة قانون الارهاب الى حملات انتخابية بالـمجلس التأسيسي؟
في الوقت الذي وصلت فيه العديد من الأحزاب الى سرعتها القصوى في حملاتها الانتخابية، يتحدث البعض عن استغلال عدد من النواب للجلسات العامة المتعلقة بمناقشة مشروع قانون الارهاب لاستغلال المداولات تحت قبة التأسيسي.لشن حملاتهم الانتخابية عبر الترويج لاحزابهم أو تصفية حساباتهم مع خصومهم السياسيين.
فبعد ان كشفت الجلسات السابقة للجنتي التشريع العام والحقوق والحريات عن استفحال ظاهرة غيابات النواب اثناء مناقشة مشروع القانون عدد 09/2014 المتعلق «بمكافحة الارهاب ومنع غسل الاموال»، والذي يعد من أخطر مشاريع القوانين التي ينكب المجلس على إعدادها، باعتباره يقتضي تحقيق معادلة صعبة في ضمان نجاعة مكافحة الإرهاب، مع المحافظة على الحريات الأساسية وتوفير مقومات المحاكمة العادلة، بما يتماشى والمعايير الدولية «، فتحت جلسة يوم الاثنين 11 اوت 2014 الباب على مصراعيه امام التساؤل عن امكانية تحول مداولات المجلس التاسيسي لمناقشة مشروع قانون الارهاب الى حملات انتخابية سابقة لاوانها.
انتهازية واضحة
فخلال هذه الجلسة اتهم عدد من النواب زميلهم محمد قحبيش باستعمال مداخلته لشن حملة انتخابية تحت قبة التأسيسي.استغلال البث المباشر للجلسات العامة للتأسيسي للقيام بحملات الانتخابية اعتبره أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد انتهازية واضحة لدى النواب،قائلا: «انهم يتخذون من الجلسات العامة لمناقشة مشاريع القوانين مناسبة لشن حملاتهم الانتخابية المبكرة.» واضاف: «حيث ما انفكت عدسات الكامرا تسلط اضواءها على النواب من داخل التأسيسي لتنقل مواقفهم وافكارهم السياسية التي تندرج ضمن برامجهم الانتخابية الى اولئك الذين ينتظرون من خارج المجلس اي المواطنون. وفي سياق متصل اشار سعيّد الى انه لا يمكن القضاء علي التنظيمات الارهابية بالتشريعات وحدها أو بالقانون بل يتم التخلص منها نهائيا، حينما يشعر المواطن التونسي انه بالفعل مواطن ومن يحتضن الارهاب هو عموما من يشعر انه لا مكان له داخل المجموعة»
منجي الرحوي (حزب الوطد): التأسيسي هو منبر للدعاية الانتخابية
بعد أن تم انتخاب أعضائه من أجل وضع أسس الدولة الديمقراطية الحديثة التي تقوم على أساس المواطنة، تحوّل المجلس الوطني التأسيسي الى منبر للدعاية الانتخابية، مما ساهم حسب قول النائب المنجي الرحوي في خلق عدم التكافؤ بين النواب ووّلد العديد من النزاعات والصراعات بينهم. كما بين ايضا ان اغلب الجلسات التي انعقدت لمناقشة مشاريع القوانين قد شهدت خروج النواب عن الموضوع الاساسي الذين انساقوا الى الحديث عن جهاتهم لتصبح الجلسة العامة مساحة للتعبير عن اسبقية كل نائب في الاستحقاق التشريعي والرئاسي. وبخصوص مداخلة النائب قحبيش، نزه منجي الرحوي هذه المداخلة عن كل تسويق أو دعاية سياسية مشيرا الى انها مداخلة لاقت استحسان العديد من النواب لما تضمنته من مقاربة تربط مقاومة الارهاب بالاصلاحات الجذرية خاصة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. بينما اشار محمود البارودي عن حزب التحالف الديمقراطي الى تحوّل مشروع قانون الارهاب الى رهينة للتجاذب الحزبي في التأسيسي، مبينا ان هذا المشروع هو قضية هامة وحساسة يجب ان لا تخضع الى المزايدات السياسية والتجاذبات الحزبية التي تتربص بالمجلس الوطني التاسيسي لتهز صورته وتسيئ الى جميع النواب حتى المنضبطين منهم .
وامام تفاقم ظاهرة الارهاب التي تهدد أمن البلاد واستقرارها تبقى المسؤولية الملقاة على عاتق نواب التاسيسي كبيرة لانهاء مناقشة هذا القانون والمصادقة عليه في ظل مناخ سياسي مستقر بعيدا عن كل الحسابات السياسية الضيقة او الحملات الانتخابية المفضوحة.
يثرب مشيري